د. رشا محمد تكتب: كسر الجليد بينكِ وبين زوجكِ الصارم عاطفيًا: خطوة نحو بناء تواصل فعال
بوابة المصريينالتعامل مع الزوج الذي يتسم بالصرامة العاطفية ويميل إلى الحدة ليس بالأمر اليسير. فالشخصية الصارمة تفرض تحديات كبيرة على الزوجة، حيث تشعر بصعوبة في تجاوز حواجز التواصل، وتفتقر إلى الدفء المطلوب لبناء علاقة قوية. وغياب التواصل الفعّال مع مثل هذا الزوج قد يكون أحد أبرز أسباب المشكلات الزوجية. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة التي يمكن أن تساعد في تذويب الجليد، ومن أهمها عادة "المديح".
أهمية المديح في كسر الصرامة
تُعَدُّ عادة المديح من أكثر الطرق فعالية في جذب الزوج الصارم وإحداث تغيير في نظرته وسلوكياته تجاه شريكته. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة: 83)، فهذا الأمر الرباني يلهمنا أن نتحدث بطيب الكلام، وأحد أروع أشكال الكلام هو المديح الذي ينبع من التقدير والاعتراف بالإنجازات. كما قال الرسول ﷺ: "الكلمة الطيبة صدقة".
إذا كان زوجكِ من الشخصيات الصارمة التي تتسم بالجدية والحرص، فمن المفيد أن تُثني عليه بما يتعلق بإنجازاته وسلوكياته المسؤولة، عوضًا عن مدحه لجماله الخارجي؛ لأن الزوج الصارم يهتم غالبًا بإنجازاته ويقدر تقدير الآخرين لعمله، ويُعتبر ذلك بمثابة جسر للتواصل.
التعامل مع غضبه بالصبر والفطنة
يُشير د. جون غوتمان، أحد علماء الإرشاد الزواجي البارزين، إلى أهمية "التفاعل الإيجابي" بين الزوجين وأثره في تقوية العلاقة. في هذا السياق، عليكِ أن تكوني فطنة عند غضب زوجكِ، بحيث تتركين له الفرصة للتعبير عن مشاعره بالكامل حتى لو كان غضبه بلا مبرر واضح. يقول النبي ﷺ: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"؛ فهذا التوجيه النبوي يشجع على الصبر والحلم في التعامل مع الغضب.
الاستماع باحترام وفهم لاحتياجات زوجك الصارم وعدم مواجهته بغضب مماثل، بل الاستجابة له بطريقة هادئة، قد يخفف من حدة الموقف، ويُعزز من احترامه لكِ. لا تتسرعي في الرد عليه أو مجادلته وهو في حالة ثورة؛ لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم المشكلة. بل اعملي على استيعاب طبيعته الصارمة وتجنبي التصرفات التي تُشعره بفقدان السيطرة، حيث إن الزوج الصارم قد يتطلع إلى السيطرة كنوع من الحماية لعلاقته.
الصبر كأداة للتواصل الناجح
الصبر على الزوج الصارم واحتواؤه جزءٌ من بناء علاقة زوجية قائمة على الود والرحمة. يقول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21)، مما يدل على أن الصبر والرحمة أساسٌ في بناء أي علاقة ناجحة.