عمر هلال رئيسا للجنة الأمم المتحدة للتعاون جنوب-جنوب: تتويج لدبلوماسية مغربية فاعلة


تم انتخاب السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة الأمم المتحدة، اليوم الخميس، رئيسا للدورة الثانية والعشرين للجنة الأمم المتحدة الرفيعة المستوى المعنية بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب، وذلك بالتزكية ولمدة عامين، ويعد هذا التعيين تتويجا لجهود دبلوماسية مكثفة، واعترافا دوليا بالمكانة المتميزة التي أضحت تحظى بها المملكة المغربية داخل المحافل الأممية، خاصة في ما يتعلق بدعم قضايا التنمية المستدامة وتعزيز التعاون بين الدول النامية.
اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب تُعتبر هيئة محورية ضمن منظومة الأمم المتحدة، حيث تسعى إلى تعزيز التبادل المعرفي والتقني والاقتصادي بين الدول النامية، في سبيل تحقيق التقدم المشترك والتكامل الإقليمي، وتوفير بدائل فعالة للتعاون التقليدي شمال-جنوب، وقد جاء اختيار عمر هلال في سياق دولي يتسم بتحديات متزايدة تستدعي المزيد من التضامن والشراكة بين دول الجنوب، وهو ما يتماشى مع الرؤية المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائمة على جعل التعاون الإفريقي والعربي ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للمملكة.
السفير عمر هلال يُعد من أعمدة الدبلوماسية المغربية، حيث راكم خبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود في العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف، وُلد في مدينة أكادير عام 1951، وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط، وبدأ مشواره المهني في وزارة الشؤون الخارجية سنة 1974، شغل مناصب دبلوماسية بارزة، من بينها سفير المملكة لدى النمسا والمنظمات الدولية في فيينا، وسفير لدى إندونيسيا، كما تولى مهمة الممثل الدائم للمغرب بجنيف، ثم بنيويورك منذ عام 2014، عُرف بمواقفه الصلبة في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، إلى جانب حضوره الفاعل في قضايا حقوق الإنسان والتنمية والبيئة والحوار بين الحضارات.
هذا الانتخاب يعكس ثقة المجتمع الدولي في المقاربة المغربية للتنمية والتعاون الدولي، ويشكل فرصة جديدة لتعزيز رؤية جنوب-جنوب قائمة على مبدأ الربح المشترك، بعيدًا عن منطق التبعية، كما يُنتظر أن يضفي عمر هلال على رئاسة اللجنة دينامية جديدة من خلال مبادرات مبتكرة، واستراتيجيات عملية للنهوض بأجندة التنمية، وتعزيز التكامل بين بلدان الجنوب، لا سيما في القارة الإفريقية والعالم العربي.
ويمثل هذا التعيين أيضا امتدادا للدبلوماسية المغربية التي نجحت في السنوات الأخيرة في كسب مواقع مؤثرة داخل المنظمات الدولية، بفضل وضوح مواقفها، وفعالية خطابها، وحنكة ممثليها.