في خطوة تثير الدهشة والاستغراب، قررت الجزائر المعروفة بدعمها الثابت للقضية الفلسطينية أن تتعاون مع شركة الضغط الأمريكية "BGR Group" لتحسين صورتها لدى إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هذه الشركة ليست مجرد مجموعة ضغط عادية، فهي معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، ومن بين مستشاريها الرئيسيين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك.

في سبتمبر 2024، وقع السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم، عقدا مع "BGR Group" بقيمة 720 ألف دولار سنويًا، بهدف تحسين صورة الجزائر في الولايات المتحدة، والمثير للسخرية أن هذه الخطوة تأتي من نظام يرفع شعارات الدعم المطلق لفلسطين، بينما يتعاون مع شركة لها ارتباطات وثيقة بإسرائيل.

BGR Group
ليست غريبة عن الساحة السياسية، فقد تأسست عام 1991 وتُعتبر من أكبر شركات الضغط والاتصالات في واشنطن، وتعمل مع نحو 200 عميل حول العالم، لكن المدهش أن الجزائر اختارت هذه الشركة بالذات، التي تضم في صفوفها إيهود باراك، الجندي الأكثر حصولًا على أوسمة في تاريخ إسرائيل، والذي شغل مناصب عدة بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فـ"BGR Group" لعبت دورا نشطا في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين عام 2020، وتبرعت لمنظمة "نجمة داود الحمراء" بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، مؤكدة دعمها لشعب إسرائيل، فكيف يمكن للنظام الجزائري أن يبرر تعاونه مع شركة لها هذه السجلات، بينما يدعي دعم القضية الفلسطينية؟

ربما يكون النظام الجزائري قد اعتقد أن هذه الخطوة ستمر دون أن يلاحظها أحد، أو ربما ظن أن الشعب الجزائري لن يكتشف هذه المفارقة الصارخة، لكن الحقيقة تظل أن هذه الخطوة تكشف عن ازدواجية المعايير والتناقضات في سياسات النظام، وتثير تساؤلات حول مدى التزامه الحقيقي بالقضايا التي يدعي دعمها.