طالب الخبراء بضرورة دعم استخدام ذوى الاحتياجات للتكنولوجيا، ما يسهم فى استقلالهم وتحسين مستوى الحياة والخدمات المتاحة لهم، خاصة أن التطور التكنولوجى أصبح يحمل الكثير من الإمكانيات لذوى الاحتياجات، ومنهم ضعاف البصر.

وأكد الخبراء ضرورة التوسع فى تطوير وتوفير تطبيقات وأجهزة مساعدة تعتمد على الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة، وتشجيع البحث العلمى والابتكار فى تطوير أدوات تكنولوجية تسهم فى تحسين جودة حياة ذوى الاحتياجات وضعاف البصر لتعزيز استقلاليتهم.

وشدد المؤتمر السنوى الإقليمى الثانى لضعاف البصر، والذى نظمته مؤسسة بصيرة تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، على ضرورة التكاتف المجتمعى من أجل تحقيق الدمج الكامل لذوى الإعاقة البصرية، وتعزيز استقلاليتهم، وضمان حصولهم على حقوقهم فى التعليم والعمل والحياة الكريمة.

وأكدت الدكتورة هبة هجرس، المقررة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بالأمم المتحدة، أن مشكلات ضعف البصر تؤثر على أكثر من ٢.٢ مليار شخص عالميًّا، مشيرةً إلى أن نصف هذه الحالات كان يمكن الوقاية منها أو علاجها. وأوضحت أن معدلات ضعف البصر غير المعالج تتجاوز ٨٠٪ فى بعض المناطق الإفريقية، بينما تقل عن ١٠٪ فى الدول ذات الدخل المرتفع، متوقعةً أن يؤدى النمو السكانى والشيخوخة إلى زيادة هذه الأرقام مستقبلًا. كما شددت على أهمية معالجة قضايا ندرة فرص التوظيف لضعاف البصر فى ظل التقدم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى.

وأكدت الدكتورة مها هلالى، ممثلة وزارة التضامن الاجتماعى، أن المؤتمر يبرز أهمية التفريق بين ضعف البصر وكف البصر.

ودعا المشاركون فى جلسات المؤتمر إلى ضرورة تعزيز سياسات الدمج المجتمعى ودعوة المؤسسات الحكومية والخاصة إلى تفعيل سياسات شاملة لدمج ذوى الإعاقة البصرية فى جميع مناحى الحياة، وتنظيم حملات توعية لتعزيز قبول المجتمع لهم وإزالة الحواجز الاجتماعية والنفسية التى تعوق اندماجهم.

وطالب الخبراء- فى جلسة استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوى الإعاقة البصرية- بضرورة التوسع فى تطوير وتوفير تطبيقات وأجهزة مساعدة تعتمد على الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة، وتشجيع البحث العلمى والابتكار فى تطوير أدوات تكنولوجية تسهم فى تحسين جودة حياتهم وتعزيز استقلاليتهم.

وشدد المؤتمر على أهمية الحلول الرقمية فى دعم ضعاف البصر من خلال البرمجيات والتطبيقات الذكية، كما تضمنت الجلسة مداخلة لمتحدث دولى، الدكتور طارق العبادى، مستشار مركز بحوث الذكاء الاصطناعى بشركة مايكروسوفت بالولايات المتحدة الأمريكية، تناول خلالها أحدث التطورات فى الذكاء الاصطناعى والتقنيات القابلة للارتداء، والتى تعزز قدرة ذوى الإعاقة البصرية على التنقل والتفاعل مع العالم من حولهم.

وأكد الدكتور أحمد طاهر، عضو مجلس إدارة مؤسسة بصيرة، أستاذ مساعد فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مؤسس حلول التسويق المتكاملة، ضرورة تهيئة بيئات العمل لاستيعاب ضعاف البصر وتعزيز فرصهم الوظيفية، ووضع استراتيجيات فعالة لدمجهم فى سوق العمل، مشددًا على أهمية توفير برامج تدريبية وتأهيلية تتناسب مع قدراتهم، ودعم المؤسسات لتطوير سياسات توظيف شاملة وعادلة.

وأكد حامد مبروك، رئيس مجلس أمناء مؤسسة بصيرة، أن الهدف تسليط الضوء على مشكلات ضعف البصر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، واستعراض أحدث التطورات فى التعامل معها.

وقالت دعاء مبروك، المدير التنفيذى لمؤسسة بصيرة، إن المؤتمر ناقش أحدث طرق تقييم وتصنيف ضعف البصر، ودور المؤسسات التعليمية فى توفير بيئة مناسبة، والسياسات والخدمات المقدمة عالميًّا، وأهمية التشخيص والتأهيل والتدريب على الأدوات المساندة لذوى الاحتياجات البصرية وأهمية تدريبهم على التكنولوجيا المساعدة لدعم الاستقلالية والاندماج الاجتماعى لضعاف البصر، كما تناول المؤتمر التأثيرات الوراثية على الرؤية، وسبل التوعية والوقاية، وأهمية التعاون بين مقدمى الخدمات الطبية والتأهيلية.